jpg

مرحبا

هل هناك أي تبادلات بين مصر القديمة والصين؟
الصين

2019-05-10 08:03 GMT

هناك سؤال آخر قد يثير اهتماما الجميع وهو هل كان هناك تبادلات بين الصين ومصر القديمة في العصور القديمة. من المعروف أن إمبراطور عهد أسرة هان الصينية قد أرسلت شانغ تشيان إلى المنطقة الغربية، وقد فتح طريق الحرير القديم قناة التبادلات بين الصين والغرب، لكن هذا في الواقع مجرد إجراء لفتح القناة رسميا. في التاريخ الطويل من عصور ما قبل التاريخ، من خلال بحثنا، بما في ذلك العصر البرونزي، كانت هناك اتصالات بين الشرق والغرب، وبين الصين وغرب آسيا وأيضا شمال أفريقيا.

اختار فريق بحثنا الصيني العديد من الموضوعات للبحث،بما في ذلك المحاصيل الزراعية قبل 5000 عام إلى 4000 عام، وأنواع الحيوانات، والحمض النووي، والمعادن، وقد حصل في كل منها على نتائج مثمرة. وأكدت الأبحاث أن القمح والأبقار والأغنام والمعادن جلبت من غرب آسيا ودخلت إلى الصين قبل حوالي 5000 عام، وتم إدخالها إلى السهول الوسطى الصينية قبل حوالي 4500 عام.

إن إدخال القمح أمر معروف بالنسبة للجميع لأننا نتفق على أن غرب آسيا هو موطن القمح. وكانت صناعة المعادن مثيرة للجدل قبل ذلك، ويعتقد كثير من العلماء أنها مجلوبة من غرب آسيا، ولكن بعض العلماء يعتقدون أنها اختراع فريد مننوعه في الصين. ونظرا للتاريخ الطويل نسبيا للمعادن فيغرب آسيا (منذ حوالي 7000 عام، بدأ إنتاج النحاس الأصفر)، يعتقد كثير من العلماء أن موطن المعادن هو غرب آسيا. ومع ذلك، في غرب آسيا، تستخدم المعادن دائما في صناعة السكاكين الصغيرة والأدوات الصغيرة والأسلحة الصغيرة وما إلى ذلك، وبعد إدخالها الى الصين، بدأت عملية تصنيع حاويات برونزية بسيطة منذ حوالي 4200 عام. وفي عهد أسرة شيا وأسرة تشو منذ حوالي 3700 عام إلى 3800 عام، تم تطوير إنتاج الحاويات البرونزية بشكل كبير، حيث تم الجمع بين عدد ونوعية الحاويات البرونزية واستخدام الحاويات البرونزية مع تسلسل هرمي صارم في منتصف أسرة تشو الغربية. كما ترون في المقابر، كلما زاد حجم المقابر، زاد عدد الحاويات البرونزية. إن السجلات الوثائقية والاكتشافات الأثرية يمكن أن تؤكد بعضها البعض، والصين لديها نظام كامل لاستخدام البرونز. ولكننا لم نفكر في البقر والغنم، لأننا اعتقدنا أننا موطنهما الأصلي. بيد أن أبحاث الحمض النووي كشفت أن الأبقار والأغنام المجلوبة من غرب آسيا تملك نفس الحمض النووي للأبقار والأغنام التي تنتمي إلى غرب آسيا. لذلك يمكننا القول أن التبادلات بين الصين وغرب آسيا وشمال أفريقيا قد بدأت قبل حوالي 5000 عام على الأقل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن انتشار الحرير يمثل أيضا جانبا مهما جدا من التبادلات بين الشرق والغرب. وفقا للاكتشافات الأثرية، يعود تاريخ الحرير الصيني إلى ما لا يقل عن 7000 عام في المناطق الوسطى والدنيا من نهر اليانغتسيفي الصين، و6000 عام لمناطق النهر الأصفر. في عام 1926، اكتشف فريقنا الأثري الصيني نصف شرنقة دودة القز في مقاطعة شانشي. وفي السنوات الأخيرة، اكتشف الباحثون منتجا قديما على شكل أسنان الحيوانات في موقع واسع النطاق في مدينة تشنغتشو يعود تاريخها لحوالي 5300 عام، وكان شكل دودة القز في مرحلة انتاج الحرير. بعد اكتشاف شرانق دودة القز، يمكننا القول أن دودة القز ظهرت في منطقة السهول الوسطى الصينية في النهر الأصفر قبل 5500 عام إلى6000 عام على الأقل.

كانت هناك الكثير من التبادلات الصينية والغربية منذ حوالي 5000 عام، بما في ذلك القمح والأبقار والأغنام والمعادن من المناطق الغربية. في المقابل كانت الصين تصدر الحرير والدخن اللزج الأصلي وغيرها من المواد. ولعل هذا يعود لسهولة النقل، أو إقبال الناس على ألوان محبوبة لديهم. فمن المحتمل أن يكون قد انتشر شرقا إلى الغرب قبل عهد أسرة هان. وفقا للكتب اليونانية والرومانية القديمة، كانت السيدات في ذلك الوقت فخورات بالقدرة على ارتداء ثوب حريري من الشرق. يمكن أن نرى أنه في ذلك الوقت تم إدخال الحرير الصيني إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.

التبادلات بين الشرق والغرب شملت أيضا إدخال الأواني الزجاجية. كان الزجاج يصنع في مصر وغرب آسيا في وقت مبكر، وقد أتقنوا حينها صنع الأواني الزجاجية منذ حوالي 4000 عام. وفي عصر المملكة المصرية الحديثة منذ حوالي 3000 عام،كان إنتاج الزجاج الذي عد رمزا لغرب آسيا رائعا وجميلا للغاية. وقبل حوالي 3000 عام، تم إدخال الأواني الزجاجية من الغرب إلى الصين. وخلال فترة الربيع والخريف وحقبة الممالك المتحاربة، اكتشف في بعض مقابر النبلاء، مثل مقبرة تسنغ هوي يي، نوعا من الخرز الزجاجي، نسميه"وميض" لأنها مستديرة، بالأبيض والأسود، مثل عين اليعسوب. وبعد تحليل مكونانته، تم التأكد من أنها مجلوبة من غربآسيا. وبعد البحث، اكتشفنا أيضا أن الزجاج المصنوع في الصين مختلف من حيث المواد عن مثيله من غرب آسيا. لذلك، قبل الافتتاح الرسمي لطريق الحرير القديم، ينبغي أن يكون للتبادل الثقافي بين الصين والغرب تاريخ طويل منالتبادلات.

ظهرت الخيول والعربات فجأة في الصين خلال عهد أسرة شانغ، أي في وقت عصر المملكة المصرية الحديثة ما يعادل عهد رمسيس الثاني. قبل عهد أسرة شانغ، بصرف النظر عن الاكتشاف الأخير لعدد صغير من الخيول قبل 4000 عام في منطقة شينجيانغ بالقرب من كازاخستان، لم نر الخيول والعربات في الصين، خاصة في المناطق الوسطى والدنيا من النهر الأصفر في الصين. بالطبع، في عاصمة عهد أسرة شيا حوالي قبل 4000 عام، وجدنا آثار عجلات العربات، ولكن المسافة بين العجلات متر واحد، في حين أن مسافة عجلة العربات من عهد أسرة شانغ هي 2.3-2.4 متر، ومن الواضح أنه ليس الشيء نفسه. نظرا لأن شكل الخيول والعربات الصينية قريب من شكل الخيول والعربات الأوراسية، فمن المحتمل أنه قد تم إدخالها إلى الصين من الأراضي العشبية الأوراسية، وأصبحت وسيلة حرب رئيسية في عهد أسرتي شانغ وتشو، وخاصة في عهد أسرة تشو الغربية. لأنه في ذلك الوقت، يتم وصف القوة العسكرية للبلاد من خلال عدد العربات المستعملة، لذلك، فإن الخيولو العربات هي أيضا جانب مهم من التبادلات الصينية الغربية.

اقرأ أيضا:

ما هي أوجه التشابه بين مصر القديمة وعهد أسرة شانغ الصينية؟

آخر الأخبار