قال البروفيسور آلان باريل الأستاذ بجامعة كامبريدج إن الصين يمكنها أن تلعب دورا كبيرا جدا في الاقتصادات العالمية الرائدة لمجموعة الـ20، مشيدا بدور الصين في ضمان نجاح قمة مجموعة الـ20 التي عقدت في مدينة هانغتشو شرقي الصين قبل عامين. وبما إنه من المقرر عقد قمة هذا العام في الأرجنتين في وقت لاحق من هذا الأسبوع، توقع باريل أن يكون للصين دور أكثر أهمية هذه المرة في دفع العولمة قدما.
في ظل تعرض العولمة الاقتصادية لنكسات والتجارة الحرة لهجوم، جذبت قمة مجموعة الـ20 القادمة، التي تقام تحت عنوان "بناء التوافق من أجل تحقيق تنمية عادلة ومستدامة"، اهتمام العالم. وسوف تركز القمة على قضايا مثل الاقتصاد العالمي والتجارة والاستثمار والتنمية المستدامة والبنية التحتية وتغير المناخ. وقال الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري إن بلاده، باعتبارها المضيف، ستواصل العمل على التوافق والنتائج التي تحققت في قمة هانغتشو.
الحمائية ليست حلا للتجارة العالمية
أشاد باريل بتمسك الصين وتصميمها على السعي لتحقيق التنمية المشتركة ودفع العولمة: لا أعتقد أن الحمائية هي الحل للتجارة العالمية.
وقد انتقد الإجراءات المناهضة للعولمة التي اتخذتها بعض البلدان الأخرى، والتي قال إنها "تسير في اتجاه خاطئ للغاية" و"بطريقة تغلق الباب وتوقف التجارة". وقال إن الحمائية تجلب في نهاية المطاف أشياء سيئة. وتثبت دائما أنها سيئة على المدى الطويل، مضيفا أن الحروب التجارية لم تنتصر أبدا.
وفي حديثه عن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ في معرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي، قال باريل إنه أظهر عزم الصين على زيادة الانفتاح والدفع باتجاه تجارة عالمية أكثر توازنا، لأن "الصين لا تقوم فقط بالتصدير بل ترحب أيضا بالواردات". وأضاف أن مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحها الرئيس شي وتهدف إلى تعزيز التعاون القائم على الفوز المشترك والتنمية المشتركة بطول المسارات التجارية لطريق الحرير القديم وما وراءها، "تعد دليلا كبيرا جدا على الانفتاح".
غالبية أعضاء مجموعة الـ20 يؤيدون التعددية

في سياق متصل، قال ميجيل ميسماتشر نائب وزير المالية المكسيكي إن معظم أعضاء مجموعة الـ20 مستمرون في تأييد للتعددية.
وقال في الفترة التي تسبق انعقاد القمة المرتقبة لمجموعة الـ20 في بوينس آيرس بالأرجنتين: غالبيتنا يناصر ويؤيد التعددية والمؤسسات الدولية. وهذا سبب كافي لنا لمواصلة الحفاظ على المجموعة والعمل على تعزيزها.
وذكر المسؤول الذي ينسق شؤون مجموعة الـ20 في المكسيك إنه بعد عشر سنوات من عقد القمة، تم التوصل إلى مزيد من الاتفاقيات بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة لهذه المجموعة.
وقال "بشكل عام، أصبح دور مجموعة الـ20 جيد جدا"، خاصة مع الأخذ في الاعتبار دورها القيادي خلال الأزمة المالية العالمية 2008-2009، مضيفا بقوله "أعتقد أن النتيجة مواتية للغاية. فقد تحقق انتعاش سريع نسبيا". وعلى الرغم من أنها تأسست عام 1999، إلا أن مجموعة الـ20 اكتسبت أهمية أكبر في أعقاب الأزمة، حيث ركز القادة على إيجاد سبل لدعم الاقتصاد العالمي.
قد وضعت مضيف قمة مجموعة الـ20 هذا العام، الأرجنتين، البنية التحتية من أجل التنمية على جدول الأعمال. والصين تتسم بكونها نشطة جدا في تعزيز تشييد البنى التحتية، حسبما ذكر ميسماتشر. قال إن الصين تدعم فكرة تطوير مشاريع البنية التحتية في أنحاء العالم، وتطوير المشاريع التي لديها تمويل من طرف ثالث، مؤكدا على أنه على الرغم من هذه السنوات الماضية التي شابتها توترات وتعقيدات من حيث العلاقات الدولية، فإن ما يمكن أن يكون أكثر قيمة هو النجاح في إبقاء الجميع على الطاولة.
اقرأ المزيد:
تعليق: ما هي التوقعات التي تحملها قمة الأرجنتين لمجموعة الـ20 في ظل تصاعد مناهضة العولمة؟
انعقاد قمة دول مجموعة الـ20 يومي الجمعة والسبت المقبلين في الأرجنتين
مسؤولة أممية تأمل أن ترسل قمة مجموعة الـ20 إشارة إيجابية بشأن التعددية