قال السفير الصيني لدى إثيوبيا تان جيان يوم الخميس إنه من المتوقع أن تسهم قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي المقبلة في استكشاف سبل جديدة ترتقي بالتعاون الصيني-الأفريقي إلى مستوى أعلى.
وستعقد قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي في بكين خلال يومي 3 و4 سبتمبر تحت عنوان "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع مصير مشترك أقوى عبر التعاون المربح للجميع".
وفي حديثه إلى الصحفيين، قال تان إن القمة ستمثل حدثا تاريخيا يجمع بين الصين والدول الأفريقية، وذلك بعد القمة السابقة التي عقدت عام 2015 في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا.
وتابع "ستكون حدثا تاريخيا، وستوفر فرصة ثمينة للقادة الصينيين والأفارقة للاجتماع في بكين والحديث عن الإخاء والتعاون، وكذالك بذل جهود مشتركة لوضع خطة جديدة للتعاون الصيني-الأفريقي الودي."
وأشار السفير إلى أن قمة بكين ستمثل منصة للصين وأفريقيا من أجل تعزيز التعاون الودي بينهما على نحو شامل ومواجهة التحديات العالمية على نحو فعال.
وتابع "نؤمن بقوة بأن نجاح قمة بكين سيبرز حيوية الوحدة والتعاون بين الصين وأفريقيا، وسيعزز القوة الدافعة الجيدة للنمو الشامل للبلدان النامية."
وأوضح السفير أن قمة بكين ستمثل دعوة مجددة لمجتمع مصير مشترك أقوى بين الصين وأفريقيا.
وأضاف تان أن الصين ستعمل من خلال القمة على ربط مبادرة الحزام والطريق بكل من أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، إلى جانب إستراتيجيات التنمية الخاصة بكل بلد أفريقي.
وكشف تان عن أنه من المنتظر أن يحضر القمة العديد من الزعماء الأفارقة، إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي والأمين العام للأمم المتحدة و27 من المنظمات الدولية والأفريقية.
وفي مقابلة أجرتها وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، قالت أميرة الفاضل، مفوضة الشئون الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، إن القمة أصبحت تعقد بانتظام بين أفريقيا والصين، مضيفة أن التحضير للقمة يسير بشكل جيد على الجانبين.
باحث: مبادرة الحزام والطريق فرصة فريدة لإثيوبيا وأفريقيا

طريق أديس أبابا- أداما السريعة
قال باحث إثيوبي إن مبادرة الحزام والطريق الصينية توفر قوة دفع إيجابية لإثيوبيا وغيرها من الدول الأفريقية فيما يتعلق بالتمويل والمساحة الجغرافية التي تغطيها.
وقال قسطنطينوس. بي تي. قسطنطينوس، الذي عمل مستشارا اقتصاديا للاتحاد الأفريقي وللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) "أكثر من أي بلد في أفريقيا، تعد إثيوبيا المستفيد الأول من المبادرة من خلال خط السكك الحديد أديس أبابا-جيبوتي."
وتابع "المجمعات الصناعية والمطارات الجديدة وربما أيضا الموانئ الاريترية التي أصبحت الآن متاحة لإثيوبيا، بإمكانها أيضا أن تحقق استفادة بشكل أكبر من المبادرة."
وأوضح الباحث أن المبادرة ركزت على مشروعات البنية الأساسية مثل السكك الحديد والطرق السريعة والخطوط الجوية، مضيفا أن المبادرة وفرت فرصا متنوعة لتنمية البنية الأساسية في أفريقيا على مدى السنوات القليلة الماضية.
وأشاد قسطنطينوس، وهو أيضا أستاذ السياسات العامة بجامعة أديس أبابا في إثيوبيا، بالمبادرة من حيث استهدافها تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدان عبر مشروعات الارتباطية.
وقال الخبير إنه من أجل تعزيز الفرص التي تقدمها مبادرة الحزام والطريق للتنمية في البلدان الأفريقية، فإن قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي المقبلة في بكين يجب أن تتضمن عوامل أساسية متنوعة.
ويرى الخبير أن مثل هذه العوامل تشمل التكنولوجيا الصناعية والزراعية ومبادرات نقل المعرفة من أجل التحول الهيكلي في أفريقيا، فضلا عن كيفية تعزيز استفادة الدول الأفريقية من الموارد الطبيعية من أجل تنمية القارة.
ونصح قسطنطينوس أيضا الاتحاد الأفريقي بالاستفادة من القمة المقبلة في حشد القوى من أجل تيسير علاقات الأعمال مع الصين بهدف مساعدة التنمية في بلدان الاتحاد.
واستطاعت إثيوبيا، لكونها إحدى الدول التي تتعاون مع الصين في تنفيذ المبادرة، أن تنجز منذ سنوات بناء طريق أديس أبابا- أداما السريعة التي أصبحت أول طريق سريعة في إثيوبيا وشرق أفريقيا بتكلفة بلغت 500 مليون دولار أمريكي.
وقام بنك الصين للتصدير والاستيراد بتمويل جزئي للطريق السريعة على مسافة 85 كيلومترا وافتتح في مايو 2014. كما قامت شركة الصين لبناء الاتصالات ببناء الطريق باستخدام تكنولوجيا ومواصفات صينية.
وفي حديثه إلى شينخوا، أكد المتحدث باسم وزارة الشئون الخارجية الإثيوبية ملس ألم الأسبوع الماضي تمسك إثيوبيا القوي بتعزيز المشاركة مع الصين، بشكل رئيسي بمساعدة القمة المقبلة، التي قال إنها "ستكون استعراضا جيدا للتعاون الجنوبي-الجنوبي".
وأكد على أن القمة المقبلة تأتي في وقت يتسم بالنمو السريع للعلاقات الاقتصادية والسياسية والتعليمية بين القارة الأفريقية والصين.
وأوضح "يدرب الكثير من الأفارقة في الصين. ويساهم الخبراء الصينيون أيضا في مساعي التنمية في القارة. وبالتالي، سيستمر منتدى التعاون الصيني-الأفريقي في كونه أداة هامة في العلاقات الدبلوماسية بين قارتنا والصين."
اقرأ المزيد:
دبلوماسي صيني: قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي فرصة مهمة لتعزيز التعاون بين الجانبين