بالقلم: الاستاذ الدكتور علي الطعاني، استاذ الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء جامعة البلقاء التطبيقية -الأردن
تحتفل الصين في 24 أبريل من كل عام بـ"يوم الفضاء"، مناسبة وطنية لإحياء ذكرى الإطلاق الناجح لأول قمر صناعي صيني "الشرق الأحمر-1" في مثل هذا اليوم من عام 1970. كان ذلك حدثًا محوريًا دخلت به الصين النادي الفضائي، لتصبح خامس دولة في العالم تطلق قمرًا صناعيًا بقدراتها الذاتية.
بث القمر أغنية "الشرق الأحمر" في الفضاء، ليعلن للعالم أن الصين دخلت سباق الفضاء بثقة وطموح.
إنجازات الصين في الفضاء
لم تقتصر طموحات الصين على إطلاق الأقمار الصناعية، بل توسعت إلى برامج معقدة شملت القمر والمريخ. من أبرز الإنجازات:
• مركبة "تشانغ آه": أول مركبة تهبط على الجانب المظلم من القمر
• مهمة "تيانون-1": أرسلت الروبوت "تشورونغ" إلى سطح المريخ في 2021
• محطة "تيانقونغ" الفضائية: اكتمل بناؤها في 2022، وتستضيف رواد فضاء بشكل منتظم
خطط مستقبلية
• إرسال رواد فضاء إلى القمر قبل عام 2030
• بناء محطة أبحاث مأهولة على سطح القمر
• استكشاف كواكب أخرى مثل المشتري والمذنبات حتى عام 2045
رؤية الصين للفضاء
تركز الصين على استخدام الفضاء لخدمة البشرية، وتحرص على تعزيز التعاون الدولي في أبحاث الفضاء، والالتزام بمبدأ الاستكشاف السلمي والمشترك.
تجربة شخصية

الاستاذ الدكتور علي الطعاني، استاذ الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء جامعة البلقاء التطبيقية -الأردن
خلال دراستي لدرجة الدكتوراه في الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين بين عامي 2010 و2013، كنت أدرس في المعهد المسؤول عن تطوير وتصنيع وإطلاق المحطة الفضائية الصينية والأقمار الصناعية.
دعاني عدد من زملائي آنذاك إلى زيارة المختبرات، وشاهدت عن قرب مراحل التصنيع والاختبارات الفنية. كانت تجربة فريدة كشفت لي حجم الدقة والتنظيم والإصرار الذي تقوده الصين في برامجها الفضائية.
اليوم، ما زلت أحافظ على علاقات صداقة قوية مع عدد من زملائي السابقين، الذين أصبحوا الآن من المسؤولين الأساسيين في البرنامج الفضائي الصيني، بالإضافة إلى أساتذتي الذين لعبوا دورًا كبيرًا في هذا التقدم العلمي.
يوم الفضاء الصيني ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل منصة لإظهار حجم التقدم الذي تحقق، وتأكيد على أن الطموح نحو السماء مستمر، بخطوات ثابتة.
(ملاحظة المحرر: يعكس هذا المقال وجهة نظر الكاتب، ولا يعكس بالضرورة رأي قناة CGTN العربية.)