بقلم الرفيق عبد العالي البوجيدي، عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية المغربي

يمثل الرئيس الصيني شي جين بينغ، نوعية خاصة من قادة العالم، فهو يختلف عن غيره. بحكم تربيته الخاصة، التي جعلته مولعا بالقراءة والكتابة، فهو قارئ نهم للأدب والشعر والفكر الصيني، كما يُعرف بانفتاحه على مجمل الإبداعات الأدبية والفلسفية والفكرية للحضارات الأخرى. الأمر الذي مكنه من تحصيل تجربة إنسانية فريدة وغنية، تجربة تتغذى من العلوم وتقتات بالآداب وتتنفس بالفنون وتفترش التاريخ وتتلحف بالقيم المشتركة للحضارة الصينية والبشرية جمعاء.
هذ الرصيد المعرفي الغني لشي جين بينغ، والتجربة العملية اللامحدودة التي راكمها في مسؤوليات الحزب على الصعيد المحلي والوطني لأزيد من أربعة عقود. جعلته يدرك أن الصين لا يمكن أن تشق طريقها دون فكر يجمعها، ودون حكمة عملية تقود خطواتها وتنظم حياتها. الأمر الذي جعله ينتج العديد من التصورات الفكرية والبرامج العملية، ويعمل على إطلاق العشرات من الإجراءات والخطط المحكمة. إذ أن كل ما جاء به الرجل من تصورات نظرية، أوجد له آليات التطبيق حتى أصبح ممارسة وثقافة يومية في حياة الناس.
إذ منذ أن وصل لأعلى هرم السلطة بالحزب الشيوعي والجمهورية الصينية، أصبح يتغيى السلم مع الذات، والمحيط الإنساني، والبيئة الطبيعية. وهذا لم يكن ليتحقق لو لا رصيد هذا الزعيم المعرفي والفكري. فهو يحدد ما يريد دون أن يخجل من استشارة محيطه، وعندما يشرع في تنفيذ ما قرره يهدف إلى تحقيق الرخاء المشترك للشعب الصيني وباقي شعوب العالم. مع إصراره على أن هذا الرخاء لا يجب أن يكون على حساب التوازنات الإيكولوجية للوسط الطبيعي.
زيادة على ذلك، فالموقف الأخلاقي دائما يلازمه في قراراته وآرائه التي يعبر عنها، والبرامج التي يعمل على أجرأتها وتنزيلها. سواء ارتبط الأمر بالمجال السياسي والعلاقات الدولية أو في البرامج ذات الطباع الاقتصادي أو فيما يتعلق بالتعليم والتكنولوجيا والابتكار والطاقة وغيرها من المجالات. فالقرارات المرتبطة بالمشاريع التنموية التي يتم فيها استحضار بيئة العيش، والإرث الذي يمكن تركه للأجيال القادمة. لا يمكن إلا أن يكون قرارا وموقفا أخلاقيا، وهو كذلك مادام ينهل من القيم الحضارية العريقة للأمة الصينية التي كانت وستظل موحدة وواحدة. بفضل الجهود الحثيثة للحزب الشيوعي الصيني وكوادره الوفية لرسالتها التاريخية المتمثلة في خدمة الشعب الصيني العظيم.
(ملاحظة المحرر: يعكس هذا المقال وجهة نظر الكاتب، ولا يعكس بالضرورة رأي قناة CGTN العربية.)