في سبتمبر وأكتوبر 2013، اقترحت الصين البدء في العمل المشترك على بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين". وعلى مدى السنوات العشر الماضية، وبفضل الجهود المشتركة لجميع الأطراف، تطور البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" من مبادرة صينية إلى ممارسة دولية، ومن المفهوم إلى العمل، ومن الرؤية إلى الواقع.

وأظهر تقرير من البنك الدولي أنه بحلول ٢٠٣٠ أن تكون الاستثمارات المتعلقة بالبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" ستنتشل 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل في الدول المعنية. ويعتقد متابعو CGTN العربية أن مبادرة "الحزام والطريق" مبادرة من أجل تنمية ورفاهية الجميع على مستوى العالم.
تعد الدول العربية التي تقع في منطقة التلاقي لـ"الحزام والطريق"، مشاركا مهما في حضارة طريق الحرير القديم وشريكا طبيعيا في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". ومع استمرار تعميق البناء المشترك عالي الجودة للمبادرة، فقد جلبت المزيد من الفوائد لشعوب الدول العربية. على سبيل المثال، تم بناء استاد لوسيل الذي يعد الملعب الرئيسي لكأس العالم قطر عام 2022، من قبل الشركات الصينية؛ تم فتح وتشغيل خط نقل ملاحي مباشرة بين الصين والسودان؛ تم تشغيل أول سكة حديد كهربائية خفيفة في مصر؛ تطوير متعمق في نمط "النفط والغاز بلاس" للتعاون بين الصين والدول العربية؛ كما نفذت الصين والدول العربية أكثر من 200 مشروع في البنية التحتية والطاقة وغيرها من المجالات، مما يفيد ما يقرب من ملياري شخص للجانبين، حيث قال متابعو CGTN العربية أن الصين متقدمة في كثير من المجالات مثل بناء شبكات النقل البري وتطوير الطاقة النظيفة والزراعة ونقل التكنولوجيا، وأن التعاون بين الجانبين قائم على أساس شراكة الفوز المشترك، وأن الصين قدمت للدول العربية حلولا للمشاكل المختلفة على أساس احترام الواقع المحلي وساعدتها على إنشاء بيئة ضمان اجتماعي أكثر استقرارا.
وباعتباره إحدى الممارسات الملموسة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، كانت مبادرة "الحزام والطريق" دائما رابطة بين الشعبين الصيني والعربي. وأعرب متابعو CGTN العربية من العراق واليمن ومصر والجزائر ودول أخرى عن دعمهم لانضمام بلدانهم إلى المبادرة، معتقدين أنها ستساعد في تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول المختلفة وستخلق المزيد من فرص العمل. كما قال أحد متابعي CGTN العربية إن الصين تشترط عند بناء المشاريع الصناعية التنموية على تشغيل وتدريب أبناء البلد وليست الاعتماد على العمالة المهاجرة، وهنا يثبت حسن النية في التعاون المشترك والمنفعة المتبادلة.
"إن هدف الصين في علاقاتها مع الدول النامية هي تحقيق قدر كبير من السلام والاستقرار والتنمية لتلك الدول وإن الشراكة مع الصين موثوقة."...وراء الإشادة واسعة النطاق بالمبادرة تكمن نتيجة التعميق المستمر للمواءمة الاستراتيجية وتنسيق السياسات بين الصين والدول الأخرى. إن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" يلتزم بمبدأ البناء المشترك. وهي ليست خطة مساعدات خارجية أو أداة جيوسياسية للصين، ولكنها خطة عمل للتنمية المترابطة؛ وهي ليست بديلا للآليات الإقليمية القائمة، بل هي مكملة لها لتحقيق المزايا التكميلية. وإذا أخذنا المنطقة العربية كمثال، فإن هذه المبادرة تتوافق مع الاستراتيجيات للعديد من الدول، مثل خطة تطوير محور قناة السويس في مصر و"رؤية 2030" في السعودية.
وعلى طريق البناء المشترك عالي الجودة لمبادرة الحزام والطريق، فإن كل دولة تشارك في البناء هي مشارك ومساهم ومستفيد على قدم المساواة. كما قال أحد متابعي CGTN العربية: "إن طرح هذه المبادرة يعد خطوة مهمة لشعوب العالم للتواصل وفهم بعضهم البعض." إن الصين مستعدة للعمل مع الدول الأخرى من أجل تعزيز البناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق" بثبات، بحيث يمكن أن تنتقل شعلة السلام من جيل إلى جيل، ويمكن أن تكون قوة للتنمية التي لا نهاية لها، وتتألق الحضارة بشكل مشرق.