منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، أعلنت العديد من الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا والسويد والدنمارك، عن زيادة ميزانيات الدفاع، كما حققت عمالقة الصناعة العسكرية الأمريكية مرة أخرى أرباحا كبيرة مستفيدة من ارتفاع حجم تجارة الأسلحة بشكل كبير. إن تكرار قيام الولايات المتحدة بخلق الحروب والصراعات في المجتمع الدولي يعكس وضعا حقيقيا يتمثل في استخدام المؤسسات الصناعية العسكرية الأمريكية وبعض السياسيين الصراع لكسب "أموال الحرب" واختطاف عملية صنع القرار الأمريكية.

ارتفعت أسهم العمالقة الصناعية العسكرية الأمريكية بشكل مذهل منذ حدوث التوتر بأوكرانيا في أكتوبر الماضي، حيث أظهر سعر الإغلاق في الـ24 من مارس الجاري أن أسهم شركة لوكهيد مارتن وشركة نورثروب غرومان وشركة رايثيون ارتفعت بنسبة 35٪ و27٪، و14.5٪ على التوالي في الأشهر الستة الماضية، كما ارتفعت أسهم لوكهيد مارتن ونورثروب جرومان ورايثيون بنسبة 10٪ و11٪ و 3.6٪ على التوالي منذ إطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.

قال تولسي غابارد، عضو الكونجرس الأمريكي السابق: "كان بإمكان بايدن منع الحرب بين روسيا وأوكرانيا لو وعد بعدم قبول أوكرانيا في الناتو، ولكنه لم يفعل ذلك، في رغبة منه لرؤية روسيا تتخذ إجراءً عسكريًا في أوكرانيا."
وأضاف تولسي قائلا إن المجمع الصناعي العسكري يسيطر بشكل واضح على إدارة بايدن، ويثير الحرب للاستفادة منها، كما يدفع شعب أوكرانيا وروسيا ثمنهما، بينما تقوض الحرب الأمن القومي للولايات المتحدة نفسها.

صرحت نوفاكوفيتش، رئيسة شركة جنرال ديناميكس، إحدى عمالقة الأسلحة الخمسة الرئيسية في الولايات المتحدة علنا في أبريل من عام 2021: "هذا العام يعد بداية جيدة للغاية، على الرغم من أن العالم أصبح أكثر خطورة للبشر، إلا أننا رأينا علامات جيدة على استقرار الطلب."

وفقا لتقرير مبيعات الأسلحة العالمية الصادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في السويد في الـ14 من مارس الجاري، في الوقت الذي شهد فيه حجم تجارة الأسلحة العالمية انخفاضا بنسبة 4.6٪ خلال السنوات الخمس بين عامي 2017 و2021 مقارنة مع الفترة بين عامي 2012 و 2016، شهد حجم صادرات الأسلحة الأمريكية ارتفاعا بنسبة 14٪ مقابل هذا الاتجاه خلال نفس الفترة، وارتفعت حصتها العالمية من 32٪ إلى 39٪.

عندما نستعرض التاريخ، نلاحظ بوضوح أن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي كان دائمًا حريصًا على دفع السياسة الخارجية للولايات المتحدة باتجاه الحرب والصراع. وبعد انتهاء الحرب الباردة، شاركت الولايات المتحدة في حرب الخليج وشنت حرب كوسوفو وحرب أفغانستان وحرب العراق الواحدة تلو الأخرى، وكسب تجار السلاح الأمريكيون الكثير من الأموال من الحروب. وفقًا للإحصاءات، ربح عمالقة الأسلحة الخمسة الكبار - شركات لوكهيد مارتن وريثيون وجنرال ديناميكس وبوينغ ونورثروب غرومان 2.02 تريليون دولار من الحكومة الأمريكية بالحرب في أفغانستان وحدها.