قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه في مواجهة الأمواج المتلاطمة للأزمات العالمية، لم تكن دول العالم على متن أكثر من 190 قاربا صغيرا، بل كانت على متن سفينة كبيرة تشترك في مصير مشترك.
وخلال العقد الماضي، أيدت الصين رؤية بناء "مجتمع مصير مشترك للبشرية" واستخدمت مبادرة "الحزام والطريق" كمنصة للمساهمة في التقدم المطرد والمستدام لسفينة التنمية العالمية. وأحدثت مساهمة الصين في التنمية العالمية تحولات إيجابية في دول عديدة حول العالم.

وفي موزمبيق، قامت الصين ببناء جسر خليج مابوتو، أطول جسر معلق في القارة الأفريقية. ويربط الجسر مابوتو، عاصمة موزمبيق على الضفة الشمالية لخليج مابوتو، بضاحية كاتيمبي على الضفة الجنوبية، واختصر وقت السفر بين المنطقتين من ساعتين إلى 10 دقائق.

وفي شمال الأرجنتين، قامت الصين ببناء محطة كاوتشاري للطاقة الشمسية على ارتفاع يزيد عن 4000 متر. ومع أكبر سعة مركبة بين جميع محطات الطاقة الشمسية في أمريكا الجنوبية، توفر المحطة الكهرباء لما يقرب من 100 ألف منزل.

وفي فيينتيان، عاصمة لاوس، قامت الصين ببناء محطة قطار تربط المدينة بمدينة كونمينغ بجنوبي الصين على بعد 1000 كيلومتر عبر خط السكك الحديدية بين الصين ولاوس. ووفقا للبنك الدولي، يمكن أن يؤدي الخط إلى زيادة الدخل الإجمالي في لاوس بنسبة تصل إلى 21% على المدى الطويل.
وفي مواجهة تغيرات لم يسبق لها مثيل منذ قرن، وضعت الصين التنمية في قلب جدول الأعمال العالمي. ومن خلال تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، رسمت الصين مخططا لمستقبل مشترك.

ووفقا لتقرير البنك الدولي، وبحلول عام 2030، ستزيد مبادرة "الحزام والطريق" التجارة بين الدول المشاركة بنسبة تتراوح بين 2.8% و9.7%، والتجارة العالمية بنسبة تتراوح بين 1.7% و6.2%. ومن المتوقع انتشال 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل بفضل هذه المبادرة.
وأرسلت الصين خبراء زراعيين إلى رواندا لتعليم السكان المحليين التقنيات المتقدمة لزراعة الفطر، ودربت أكثر من 5000 مزارع منذ عام 2012.

وقال مزارع محلي استفاد من الخبرة الصينية "عندما بدأت في القيام بهذا العمل، كسبت أموالا كثيرة، ثم اشتريت منازل جديدة. ويدرس أطفالي في مدرسة جيدة".
شاركت الصين بلا تحفظ تجربتها في انتشال ما يقرب من 100 مليون شخص من الفقر مع شركائها في جميع أنحاء العالم، بما فيها تنمية الصناعات المميزة والسياحة والاقتصاد الريفي لانتشال الناس من الفقر. وفي الوقت الحاضر، تبرز الرعاية الصحية والتنمية الخضراء والرقمنة والابتكار كمجالات نمو جديدة لمبادرة "الحزام والطريق".

وأقامت الصين تعاونا علميا وتكنولوجيا مع 84 دولة مشاركة في مبادرة "الحزام والطريق"، ودعمت 1118 مشروعا للأبحاث المشتركة. وغطت 53 مختبرا مشتركا للتعاون الدولي مجالات تشمل الزراعة والطاقة الجديدة والرعاية الصحية.

أصبح "مجتمع المصير المشترك للبشرية" موضوعا ساخنا في الأبحاث الدولية. ومنذ عام 2013، تم الاستشهاد بهذا المصطلح بشكل متكرر في المنشورات والمجلات الأكاديمية، وتم تضمين "بناء مجتمع للمصير المشترك للبشرية" في وثائق مهمة للمنظمات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة.
وتواصل الصين دمج تنميتها في التنمية العالمية للعمل مع الدول الأخرى لخلق مستقبل أفضل.