هل تعرف "بينوكيو"؟ عمد فنان إيطالي مشهور اسمه أدوارد مرازي، إلى استعمال صورة بينوكيو الشهيرة لابتكار أعمال تركيبية فنية لفترة طويلة. ومنذ السبعينيات من القرن الـ20، يعرض أعماله حول صورة الشخصية الخيالية المألوفة لدى شعوب العالم في بعص البلدان، المصنوعة بتدوير بعض المواد والنفايات، لإعطائه حياة بمعنى جديد في حماية البيئة.

وقام أدوارد مع أطفال في مدينة نانجينغ الصينية مؤخرا، بإعداد أكثر من 200 قطعة فنية كلها تعني ببينوكيو، وتم عرضها في معرض بعنوان "بينوكيو في نانجينغ، الفن من النفايات"، مما يمنح بينوكيو البالغ من 138 عاما "حياة جديدة خضراء".
في ثمانينيات القرن الـ19، صمم الكاتب الإيطالي الشهير كارلو كولودي رواية كلاسيكية للأطفال اسماها "بينوكيو"، وقد حققت نجاحا كبيرا في العالم، وحظيت تلك الشخصية الخيالية التي ترتدي قبعة حمراء وأنف يصبح طويلا كلما كذب بإقبال كبير في العالم أجمع، خاصة القراء الصغار.

وأظهرت دراسة أجراها البنك الدولي مؤخرا أن كمية النفايات التي يتسب فيها البشر تزداد يوما بعد يوم، ما أدى إلى فقدان كوكبنا لملامحه الملونة تدريجيا. لقد أصبحت التنمية الخضراء المنخفضة الكربون هدفا مشتركا للبشرية، لذلك بات تنفيذ مفهوم التنمية الخضراء ملحة أكثر من أي وقت مضى، والدعوة إلى أسلوب حياة صديقة للبيئة ومنخفضة الكربون، والعمل بجد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.. كلها مهمة للغاية ومهمة الجميع.
وفكرة أدوارد مرازي نشأت من هذا. وقال "أثناء التعامل مع الأطفال، يجب ألا يتجاهل الكبار الأطفال، فينبغي عليهم الاستماع لأفكارهم التي غالبا ما تكون فريدة ومدهشة. أريد أن أقدم اقتراحا للفنانين. في عملية الابتكار، قد نتجاهل بعض الموارد الثمينة، مثل بعض النفايات التي قد تبدو قبيحة ومن دون فائدة تذكر ولكن بتدويرها تصبح لديها قيمة فنية، وهذا بفضل الخيال الخصب والابتكار".

وأضاف أدوارد "فمع ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين، قد ظهرت الآن العديد من المشاكل الكارثية، حيث يفقد بعض الأشخاص حياتهم وحتى ينتقلون من منازلهم.. فهذا يطلب منا أن نعمل سويا للإسهام في حماية البيئة".
حصل هذا الحدث على استجابة إيجابية من الجميع خاصة الشباب، وهم يعملون بخيالهم لإبداع صورة بينوكيو بأشكالها المتنوعة بتوجيه ومساعدة المعلمين والوالدين. وفي 18 نوفمبر، تلقى المنظم 200 قطعة من أعمال تخص بينوكيو، وهذا ما جعل من تلك المعارض فريدة وكل زائر كان يشعر وكأنه موجود في عالم بينوكيو الخيالي.