ما يؤشر فشل الحكومات المتعاقبة والولايات المتحدة الأمريكية الراعية لنموذج التجربة الديمقراطية في المنطقة هو الإحصائيات التي تتحدث عن 430 ألف قتيل عراقي و620 ألف جريح و58 ألف مفقود وخمسة ملايين يتيم ومليوني أرملة وثلاثة ملايين مهاجر ومليونين ونصف المليون مهجر وهدر مبالغ تقدر بـ450 مليار دولار أمريكي في مقابل أكثر من 30 بالمائة من السكان تحت خط الفقر و30 بالمائة يعانون من البطالة فضلا عن أزمات السكن والتعليم والصحة هذا ما تحقق منذ 2003 وحتى الآن.

بحجة امتلاك أسلحة الدمار الشامل غزت واشنطن العاصمة بغداد بعد أقل من 3 أسابيع لتعلن بذلك عن بداية مرحلة جديدة يكون فيها العراق نموذج الحرية والديمقراطية بتغيير نظام صدام حسين وحزب البعث، لكن هذا ما لم يتحقق بحسب أغلب المختصين

في العراق، تداولت التقارير التي نشرها موقع "تعداد الضحايا العراقيين" الإلكتروني إحصائيات عن الهجمات وعدد القتلى المدنيين خلال الحرب، لتمثّل الإحصائيات عن عدد القتلى جراء هذه الحرب صدمة قاسية للجميع.

ماجد مواطن عراقي يعيش مع أسرته في مدينة الصدر شمال شرق بغداد التي شهدت أعنف الاشتباكات ضد الجيش الأمريكي المحتل منذ عام 2004 إلى عام 2008 بشكل متواصل. مثل سائر الأسر، لم تكن أسرة ماجد تريد المشاركة في الاشتباكات وكانت تحاول دائما النأي بنفسها عنها وتضمن حياة عائلية آمنة ولو نسبيا. لكن الرياح أحيانا قد تجري بما لا تشتهي السفن.