لا تزال الصين تعيش الأجواء الاحتفالية بالسنة القمرية الجديدة. حيث جذبت الأنشطة المختلفة حشودا من الناس ودفعتهم لترك منازلهم والتمتع في المقابل ببهجة العيد في كل مكان.
يزور الناس شلال هوانغقوشو في مقاطعة قويتشو لاستنشاق الهواء النقي. وقد وصلت ذروة عدد الزوار في هذين اليومين إلى نفس العدد في الفترة نفسها العام الماضي.
قالت سائحة: أزور الشلال مع أمي، إنّه مذهل ويستحق للزيارة.
فاق عدد زوار جبل الثلج يولونغ 80 ألف شخص، نصفهم زاروا الحديقة الجليدية على ارتفاع 4506 أمتار فوق سطح البحر.
مقاطعة هاينان، بدورها تحولت إلى نقطة جذب سياحية شعبية، حيث وصل عدد زوار شلال قوين في بلدة هوانغتونغ إلى نحو 10 ألاف شخص. كما جذب حقل الملح القديم في يانغبو وحرفة صناعة الملح وتاريخها عددا كبيرا من السياح.
المواقع السياحية في أنحاء الصين تستقبل ذروة الزوار
خلال أيام عطلة عيد الربيع، تستقبل المواقع السياحية في أنحاء الصين ذروة الزوار وتشهد ازدحاما في كل مكان، ويمزح أحد مستخدمي شبكة الإنترنت في الصين في وصف مدى اكتظاظ الأماكن السياحية بالناس بالقول إنه من الصعب أن تلمس أقدامك الأرض.
معرض "استقبال السنة القمرية الجديدة في المدينة المحرمة" الذي أقامه متحف القصر الإمبراطوري ببكين جذب سائحين من كل أنحاء البلاد، مما أصبح تقليدا جديدا في عيد الربيع هذا. وقد تم بيع كل التذاكر حتى يوم الثلاثاء القادم. ويشهد القصر الإمبراطوري منذ بداية عطلة عيد الربيع ازدحاما يوميا وهو مشهد نادر الحدوث منذ إنشاء المتحف.
المشهد هو نفسه في متحف شانغهاي، حيث يشهد صفوفا طويلة من ألف زائر ونيف أمام بوابة المتحف منذ الساعة التاسعة صباح يوم الجمعة، وقام موظفو المتحف بالأعمال التنظيمية. ويتكرر هذا المشهد كل يوم خلال فترة عيد الربيع ويستقبل المتحف زوارا بكامل سعته.
كما تزدحم متاحف العلوم والتكنولوجيا في مختلف المناطق. مثلا في مدينة شانغهاي، حيث تجمع الناس أمام بوابة متحف شانغهاي للعلوم والتكنولوجيا منذ الساعة العاشرة صباح الجمعة. وأطلق المتحف إجراءات خاصة للسيطرة على عدد الزوار بعد أن تجاوز عددهم داخل المتحف عشرة آلاف، للتخفيف من سرعة دخول الزوار. وعندما تجاوز عدد الزوار حاجز 12 ألفا، أغلقت جميع المداخل سوى واحد للتخفيف من سرعة الدخول. وعندما اقترب عدد الزوار داخل المتحف من السعة الكبرى المتمثلة في 13 ألفا و500 زائر في الساعة الحادية عشرة والنصف، توقفت جميع الشبابيك عن بيع التذاكر لمنع الزوار من الدخول بشكل مؤقت.
اليوم الخامس من الشهر القمري الأول: عيد ميلاد آلهة الثروة
اليوم هو اليوم الخامس من موسم عطلة عيد الربيع، والمعروف تقليديا باسم "بوه وو"، والذي يعني حرفيا "بريك فايف"(break five) وهو يوم مولد آلهة الثروة.
ويعتقد الصينيون أن الآلهة قد تقوم بزيارة منازلهم لذلك يشرعون بفتح أبوابها ونوافذها عند منتصف ليلة الخامس من أيام الشهر القمري الأول ويطلقون الألعاب النارية ترحيبا به، وحتى بعض الناس يبقون في المنازل طوال اليوم في انتظار قدوم الآلهة. وفي شمال الصين، يتناول الناس أكلة "جياوزي" صباحا لاستقبال حسن الحظ للسنة الجديدة. وذلك لأن شكلها يشبه "يوانباو"، هو سبيكة معدنية صغيرة مصنوعة في الغالب من الفضة أو الذهب كانت تستخدم في الصين القديمة كعملة.
الكثير من الصينيين يزورون أقصى جنوب الصين
قرّر الكثير من الصينيين هذا العام قضاء عطلتهم في أماكن جديدة، بحيث أن زار عدد كبير منهم جزر سانشا بمقاطعة هاينان، هذه التجربة الجديدة حظيت بإعجاب كبير من قبل السيّاح لكونها مثيرة وممتعة.
المياه نقية والرمال صافية ذهبية مشهد اعتقده الكثيرون بأنه في جزر المالديف، لكن في الحقيقة هو في جزر واقعة في أقصى جنوب الصين.
قالت تشو روي، سائحة من مقاطعة هونان: إن الصين دولة كبيرة ومتنوعة. كنت دائما أتطلع إلى زيارة أقصى أماكن البلاد وهنا أقصى الجنوب الذي يمكننا الوصول إليه وجئت ورأيت هذا الجمال بأم عيني. كما يعتبر ذلك هدية لي بعد عام كامل من العمل الجاد، والآن أريد الابتعاد عن ضغط العمل.
قالت تشو إن قضاء نصف يوم وسط هذه المناظر أمر يستحق وذلك بعد رحلة بحرية استغرقت اثنتي عشرة ساعة. وبالنسبة للكثيرين، فإن الشيء الأهم هو المشاركة في مراسم رفع العلم الوطني.
الشعور نفسه للكثيرين في هذه الرحلة البحرية التي تبلغ تكلفتها ألف دولار.
نحو خمسين ألف سائح زاروا هذه الجزيرة ودون شك سيأتي المزيد من الزوار، خاصة أن هذه الجزيرة تعمل على الحفاظ على جمالها الأصلي.
اقرأ المزيد:
حلقة خاصة: كيفية قضاء عيد الربيع للصينيين
