تقع ووهان في وسط الصين، عند الروافد الوسطى لنهر اليانغتسي، وبفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، شكلت ووهان مركزا اقتصاديا مهما في القرن الماضي. حيث كانت الميناء النهري الهام بالبلاد في عشرينات القرن الماضي، هنا تجمعت ونقلت آلاف البضائع، والتقى وتفرق الآلاف من الناس من مختلف أنحاء العالم، وتلاقحت الأفكار والثقافات المختلفة.
تعود باخرة "تشي ين" إلى عشرينات القرن الماضي. الاسم الصيني "تشي ين" يعني توأم الروح، وكل ما يقع على سطحها من أحداث وحكايات يتعلق باللقاء المقدر. يقام العديد من العروض المسرحية على باخرة تشي ين، في أجواء ثقافة نهر اليانغتسي وثقافة ووهان. وعلى متن الباخرة، لن تشعر بأنك متفرج فحسب، بل مشارك في العرض وجزء منه، إذ تعرض القصص أمام عينيك، ويتميز الممثلون بأداء واقعي وكأنهم أشخاص عاديون يسردون تاريخ ووهان قبل مئة سنة.
يسمى الممر المرصوف الواقع وسط البحيرة الشرقية بالممر الأخضر، ويربط بين معالمها السياحية الستة، وهو واحد من أفضل المقاصد التي يرتادها أبناء ووهان للرياضة والتنزه، كما يقام فيه بعض النشاطات الرياضية كسباق الدراجات والماراثون. عندما أتجول بالدراجة على هذا الممر، أشتم رائحة الربيع حيث الهواء المنعش وعبير الزهور والأجواء المريحة، ما يجذب الزوار للاستمتاع بمناظر الربيع الخلابة.
يبدأ موسم تفتح زهور الكرز في ووهان في شهر مارس، إذ يتدفق الآلاف من الزائرين إلى جامعة ووهان للاستمتاع بجمال زهور الكرز. وتقيم جامعة ووهان مهرجان زهور الكرز بشكل سنوي والذي يستمر لمدة عشرين يوما، وحاليا يوجد بالجامعة أكثر من ألف شجرة للكرز، ويمكن للزائرين مشاهدة زهور الكرز مجانا، بشرط الحجز مسبقا على الموقع الرسمي للجامعة.
لا تزال الأزقة المعروفة بـ"ليفين" تحتفظ بملامح ووهان القديمة، وهي إحدى الخصائص المعمارية للمدينة على غرار أزقة بكين "هوتونغ" أو أزقة شانغهاي "لونغتانغ". أما مساكنها الشعبية فتأخذ شكل الدار الرباعية التقليدية بالصين، لكنها تتميز بالجمع بين العمارة الصينية والعمارة الغربية، وهو ما يجسد التبادل الثقافي بين الشرق والغرب.
ظهرت أزقة "ليفين" قبل مئة عام، وهي النموذج المعبر عن الحياة الاجتماعية لأبناء ووهان، وأكثر ما يميز العلاقة بين قاطني هذه الأزقة هو الترابط والتعاون. فالأزقة هنا ليست مجرد مناظر جميلة فحسب، بل هي متحف للعادات والتقاليد والقيم الأصيلة المترسخة في مجتمع ووهان.
خلافا للأماكن الأخرى، يعد الفطور الوجبة الأكثر تميزا بين الوجبات الثلاث في ووهان. إنها مملكة الفطور، حيث تضم العديد من أنواع الفطور، ويقدر عددها بالعشرات، يمكنك أن تتناول كل يوم طبقا مختلفا لمدة مئة يوم! ما كون ثقافة خاصة بها، تسمى "قوه تزا". ظهرت هذه التسمية "قوه تزا" في عهد أسرة تشينغ، إذ كانت ووهان بلدة مائية مهمة في الصين، وبسبب ازدهار التجارة وكثرة الأعمال، لم يكن هناك وقت كاف لتناول الفطور في البيت، حيث اعتاد أهل ووهان على تناول الفطور في الخارج، هذا الإيقاع السريع هو السبب في انتشار تلك الظاهرة.
"شياو لونغ شيا" هو نوع من جمبري المياه العذبة. بفضل وفرة موارد المياه العذبة، تشتهر ووهان والمنطقة المحيطة بأنها الموطن الرئيسي لإنتاج شياو لونغ شيا. تتميز هذه المنتجات بقيمة غذائية عالية، وأفضل طريقة لطبخ هذا النوع من الجمبري هي تتبيله وتسخينه مع الزيت ببطء. وفي ووهان، يعد "شياو لونغ شيا" أول خيار لعشاء خفيف، حيث تزدحم المطاعم بالزبائن لتناول هذا الطبق الشهي خاصة في الصيف.