"الإنتاج الأخضر" يصبح اتجاها جديدا خلال عيد الربيع

شهدت عطلة عيد الربيع، أو السنة الصينية الجديدة، عددا متزايدا من العناصر الخضراء المدمجة في حياة المواطنين اليومية في جميع أنحاء الصين، مما أدى إلى تحولات إيجابية في عادات الاستهلاك، وجعل الإنتاج وأسلوب الحياة الصديق للبيئة الطبيعية ومنخفض الكربون اتجاها جديدا.

كانت محافظة لانكاو بوسط الصين واحدة من أكثر المناطق تضررا في الصين من العواصف الرملية. وتقع المحافظة في حوض النهر الأصفر، وتتكون التربة المحلية بشكل رئيسي من الرمال الناعمة المطحونة. ولكن الأمور انقلبت رأسا في عقب منذ وصول الألواح الشمسية إلى المحافظة.

ومن خلال إدخال الألواح الشمسية كمرافق للتنمية الخضراء، يمكن للسكان المحليين في قرية فولو بالمحافظة استهلاك الكهرباء المولدة بواسطة الألواح الشمسية على أسطح منازلهم لتشغيل أنظمة التدفئة وطهي وجبات الطعام للعائلة.

وقالت لي شيان جيوي، إحدى القرويين "في الوقت الحاضر، نقوم بالطهي وتدفئة منزلنا باستخدام الكهرباء التي تأتي من الألواح الشمسية على سطح منزلنا. وإذا لم نستخدمها كلها، يمكننا حتى كسب المال عن طريق بيع الجزء الفائض من الكهرباء. ومن خلال ذلك، تحسنت جودة الهواء، وأصبح بإمكاننا كسب أكثر من 3000 يوان (417 دولار أمريكيا) سنويا".

تستخدم الكهرباء المولدة بواسطة هذه الألواح الشمسية أيضا لمعالجة مياه الصرف الصحي المنزلية للقرية بأكملها وتحويلها إلى مياه مستصلحة، ويتم تشغيل الفوانيس وأضواء المناظر الطبيعية أيضا بالكهرباء الخضراء المولدة من الألواح الشمسية.

وقبل بدء عيد الربيع في أوائل فبراير الجاري، تم تركيب العديد من محطات شحن الطاقة الخضراء في العديد من مناطق خدمة الطرق السريعة في مدينة تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين، لتوفير تجربة شحن فائقة السرعة لمستخدمي مركبات الطاقة الجديدة. ويمكن للتقنيات الجديدة أن توفر شحنا سريعا بسرعات "كيلومتر واحد في الثانية".

وقالت السائحة وانغ شينغ "لأول مرة جربت مثل هذا الشحن فائق السريع. وأثناء الاستمتاع بفنجان من القهوة، تمكنت المحطة من شحن ما يصل إلى نحو 85% من سعة البطارية".

امتد النهج الأخضر إلى صناعة الترفيه. ويطلق على إحدى حلبات التزلج في مدينة داليان بشمال شرقي الصين، لقب "حلبة التزلج الخالية من الكربون" الأولى للبلاد، حيث تعتمد تقنيات التدفئة والتبريد المتكاملة المتقدمة، مما يوفر تجربة رياضية رائعة ذات بصمة كربونية سلبية. ونتيجة لذلك، يمكن تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن حلبة التزلج بنحو 1600 طن سنويا.

وفي جزيرة بحيرة تايهو البيئية بمدينة سوتشو بشرقي الصين، لا يمكن للزوار الإقامة في أسرّة صديقة للبيئة الطبيعية مع وجبات إفطار مصنوعة باستخدام الطاقة الخضراء فحسب، بل يمكنهم أيضا الاستمتاع بالطعام اللذيذ المطبوخ في مطابخ كهربائية بالكامل. وحتى الفراولة التي يقطفونها تزرع في بيئات خضراء.

وقال يانغ جيان هوا، رئيس حديقة الزراعة الحديثة المحلية "من خلال إنشاء نظام كهروضوئي بقدرة 150 كيلوواط وتخزين الطاقة، حققت حديقتنا اكتفاء ذاتيا من الطاقة بنسبة 80%. ومن خلال شراء "شهادات الكهرباء الخضراء"، حققنا الحياد الكربوني في الحديقة. ويمكن لزوارنا الآن الاستمتاع بالفواكه والخضروات الخضراء حقا هنا".

في موسم عطلة عيد الربيع، لا ينعكس المفهوم الأخضر في الحياة اليومية للناس العاديين فحسب، بل ينعكس أيضا في إنتاج المصانع الذكية وتشغيلها. وقامت إحدى شركات تصنيع البطاريات في مدينة لييانغ بشرقي الصين مؤخرا بتركيب نظام ذكي جديد لإدارة الطاقة في ورشة عملها.

ومن خلال دمج نماذج الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق، يتم تحليل بيانات استهلاك الطاقة للمصنع، وتعديلها تلقائيا لتتناسب مع وضع الإنتاج الأمثل لتقليل انبعاثات الكربون.

وقال تشن لينغ، نائب المدير العام للشركة "في الوقت الحاضر، أصبحت جميع الرافعات والمركبات اللوجستية غير المأهولة للمصنع مكهربة بالكامل، مما يتيح عملية خالية من الكربون طوال العملية اللوجستية".

متعلقات
آخر الأخبار

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط Cookies

بمواصلة تصفح موقعنا، توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط (Cookies) وسياسة الخصوصية وشروط الاستخدام المنقحة. يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط في متصفحك.

أوافق