حسنت الصين جودة هوائها بشكل كبير من خلال تدابير مختلفة مثل استخدام الطاقة المتجددة وتعديلات الهيكل الصناعي خلال السنوات العشر الماضية.

استنادا إلى بيانات الأقمار الصناعية للرصد البيئي، صنعت مجموعة الصين للإعلام رسما بيانيا لظروف الغلاف الجوي في الصين، ويمكن رؤية الجبال والسهول بوضوح. ولكن قبل عشر سنوات، كان الضباب الدخاني يخيم على مناطق عديدة. وفي عام 2013، كانت ثلاث فقط من بين 74 مدينة رئيسية في جميع أنحاء البلاد تفي بالمعايير الوطنية لجودة الهواء الجيدة.

ووقعت سبع من المدن العشر الأكثر تلوثا في مقاطعة خبي بشمالي الصين. وتمثل مدينة تانغشان بالمقاطعة نحو ثمن إجمالي إنتاج الصلب في البلاد. وكان مصنع جينشي للصلب، أحد أكبر مصانع الصلب بالمدينة، مغطى بضباب دخاني كثيف في صور الأقمار الصناعية. ومع ذلك، أصبحت مباني المصنع ومرافقه واضحة للعيان في مارس للعام الماضي.
وفي ساحة فحم الكوك بالمصنع، تعمل 10 آلات مراقبة بالأشعة تحت الحمراء و15 مدفعا لضباب المياه و2500 رأس رش على مدار الساعة. وإذا تجاوز الغبار المعيار المحدد، ستعمل تلقائيا لإزالة الغبار. وفي ورشة الأفران العالية، يتم إحاطة فتحات الحنفية بأغطية الغبار، وتقوم المراوح فائقة الطاقة بإزالة الدخان والغبار.
وتراقب منصة ذكية لإدارة الانبعاثات 2619 مصدرا للغبار في جميع عمليات الإنتاج.

وقال يوي لي فنغ، مسؤول بشركة جينشي للحديد والصلب "تعادل الانبعاثات الحالية من الملوثات الرئيسية لشركتنا عشر الحجم في عام 2012. وكان موظفونا يترددون في ارتداء القمصان البيضاء، ولكن الآن يرتدي الجميع القمصان البيضاء وملابس العمل الزرقاء".
بين عامي 2016 و2020، شكلت مقاطعة خبي ثلث إجمالي التخفيض في طاقة إنتاج الصلب في الصين. وانخفض متوسط تركيز الجسيمات الدقيقة العالقة (PM2.5) بالمقاطعة من 108 ميكروغرامات لكل متر مكعب في عام 2013 إلى 38.8 في العام الماضي. وكان هذا التقدم الملحوظ نتيجة لحملة بيئية طويلة المدى شنتها الصين للتعامل مع تلوث الهواء.

ومن تعديلات الهيكل الصناعي إلى تنمية الطاقة النظيفة، اتخذت الصين تدابير مختلفة لتحسين جودة هوائها منذ السنوات العشر الماضية. وشهدت مقاطعة خبي انخفاضا في الانبعاثات الصناعية بهيكل طاقة أنظف.
وخلال العقد الماضي، شهدت الصين نموا سريعا في القدرات المركبة لتوليد طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية. وسجلت المناطق الشمالية للصين، التي كانت مضطربة بسبب الضباب الدخاني الكثيف، نموا في طاقة الرياح بأكثر من أربع أضعاف خلال الفترة نفسها.

وخلال العقد الماضي، احتلت القدرات المركبة وتوليد الطاقة المتجددة للصين المرتبة الأولى في العالم. وأصبح واحد لكل ثلاثة كيلوواط ساعة من الكهرباء التي يستخدمها الصينيون طاقة نظيفة.
وقامت مجموعة الصين للإعلام بحساب عدد الأيام ذات جودة الهواء الجيدة لـ339 مدينة صينية، ووجدت أنه مقارنة بعام 2015، ارتفع الرقم للعام الماضي بمتوسط 39 يوما إلى 319 يوما. وتظهر البيانات من محركات البحث أيضا أن التواتر والاتجاهات للكلمات المرتبطة بالضباب الدخاني انخفض منذ عام 2018 ووصل إلى أدنى نقطة في العام الجاري.
ومع تحسن جودة الهواء، وقع المزيد من الناس في حب سماء الليل المرصعة بالنجوم. وزاد عدد الفنادق والنزل المميزة بالسماء النجومية على منصات السياحة عبر الإنترنت بأكثر من 10 أضعاف من عام 2013 إلى يوليو الماضي.