صرح عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية بأن منتدى أمن الشرق الأوسط يعكس اهتمام الصين بقضايا المنطقة ولاسيما الأمن في ظل تزايد علاقات التعاون الاقتصادي والتبادلات التجارية بين الصين ودول المنطقة. 

جاء ذلك أثناء مقابلة مع القناة العربية لشبكة تلفزيون الصين الدولية على هامش حضوره منتدى أمن الشرق الأوسط الذي انطلقت فعالياته في العاصمة الصينية بكين أمس الأربعاء، تحت عنوان "أمن الشرق الأوسط في الوضع الجديد: التحديات والمخارج".

وأضاف سعد أن من ناحية الصين، تشكل منطقة الشرق الأوسط موقعا إستراتيجيا للحزام والطريق سواء فيما يتعلق بالطريق البحري أو الطريق البري، وهناك خطط صينية لتنفيذ استثمارات ضخمة في المنطقة بما فيها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وبالتالي موضوع الأمن يفرض نفسه.

ومن ناحية دول منطقة الشرق الأوسط، فإن اهتمامها بالصين يتجسد في الحضور الكبير من الدول العربية في هذا المنتدى وأيضا حضور تركيا وإيران والهند وحتى بعض الدول الأوروبية لأن مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة عالمية تشمل كل دول العالم بما فيها أوروبا وحتى أمريكا اللاتينية. 

وأكد سعد أن دول الشرق الأوسط تسعى للبحث سويا مع الشريك الصيني للتوصل إلى سبل إعادة الاستقرار والتوازن للمنطقة، فلم تعد الولايات المتحدة شريكا يمكن الاعتماد عليه في مجال الأمن بالنسبة لدول المنطقة. 

وتابع قائلا إن السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط أصبحت سياسة شديدة الانحياز في السنوات الأخيرة، إضافة إلى أن الولايات المتحدة لم تعد مستعدة للعمل في إطار الأمم المتحدة حيث انسحبت من كل من منظمة العلوم والثقافة ومجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.. كما أنها قامت بتجميد وتقليص المساعدات الممنوحة للفلسطينيين لإجبارهم على الجلوس على مائدة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي للتوقيع على ما تسميه الولايات المتحدة بصفقة القرن. فمن المهم لدول الشرق الأوسط التشاور مع الصين الصديقة عن الصيغة المثلى لكي تتعامل مع التحديات الأمنية في الشرق الأوسط. 

جدير بالذكر أن المنتدى الذي تستمر فعالياته يومين، حضره نحو 200 مندوب، بمن فيهم كبار المسؤولين والخبراء المؤثرين في مجال الإستراتيجية الدبلوماسية والشؤون الأمنية والدفاعية من الصين والدول العربية وغيرها من أكثر من 30 دولة ومنظمة إقليمية ودولية معنية.